[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الغضب احد صفات القلب وفيه خير
لدفع الظلم والانتصار للحق كما ان فيه شر لو زاد وافرط الانسان فى
استخدامه . واسائة ترويض قوة الغضب فى النفس تنبت الحقد والحسد
قال
تعالى ( اذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزل الله
سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) سورة الفتح والحمية هى شدة الغضب ?
الاندفاع فيه دون روية
قال صلى الله عليه وسلم (( ليس الشديد بالصرعه
وانما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب )) كما قال ايضا (( من كف غضبه ستر
الله عورته )) كما وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم اذا ما غضبوا فانهم
يغفرون فى قوله سبحانه ( والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما
غضبوا هم يغفرون ) سورة الشورى
وقوة الغضب محلها القلب ومعناها غليان
دم القلب بطلب الانتقام وتتوجه هذه القوة عند ثورانها الى دفع المؤذيات
قبل وقوعها او الى التشفى ? الانتقام والثأر هو قوت هذه القوة ? شهوتها
وفيه لذتها ولا تسكن الا به . ولقوة الغضب درجات : الفطرة والافراط
والتفريط ثم الاعتدال . اما التفريط فى قوة الغضب بكسرها تماما بقوة العقل
ففيه ضعف استضعاف وهو امر مذموم . اما الافراط فيها بان تتغلب هذه القوة
على العقل الدين ففيه عنف غلظة قسوة ?هو امر مذموم ايضا . ولقد قال الرسول
الكريم صلوات الله وتسليمه عليه (( خير الامور اواسطها )) فان مال غضبك
الى الفتور والتفريط حتى تحس فى نفسك بضعف الغيرة على الحق ? خسة النفس فى
احتمال الذل والضيم فى غير محله فينبغى عليك ان تعالجى نفسك حتى يقوى غضبك
. وان مال غضبك الى الزيادة الشديدة والافراط حتى يجرك الى التهور ?
اقتحام الفواحش فينبغى عليك ان تعالجى نفسك لينقص من قوة غضبك لتقفى على
الوسط الحق بين الطرفين وتقتربى من الصراط المستقيم
ومن الاسباب التى
تؤدى الى الغضب الكبر والفخر والتعزز والحمية . اما الاسباب المهيجة له
فهى الزهو العجب ? المزاح والهزل ? الاستهزاء والتعيير والمماراة والجدال
والغدر واخيرا شدة الحرص على فضول المال والجاه
يعالج الغضب بامرين العلم والعمل وعلى مرحلتين الاولى قبل هيجانه واشتعاله ثم الرحلة الثانية بعد هيجانه
اما
علاج الغضب بامور العلم فيكون قبل هيجانه باماتة الاسباب المهيجة له فنميت
الزهو بالتواضع ونميت الفخر بعلمك انك من جنس غيرك ونميت العجب بمعرفة
حقيقة نفسك والمزاح بالانشغال بامور الدين من عبادة وعمل صالح وهى تستوعب
العمر كله ونميت الهزل بالجد فى طلب الفضائل والاخلاق الحسنة وباكتساب
العلم النافع للدنيا والدين ونميت الاستهزاء بالتكرم عن ايذاء الناس
وصيانة النفس عن ان يستهزاء بعا احد ونميت التعيير بالحذر عن قول القبيح
ونميت شدة الحرص بالقناعة
اما علاج الغضب بعد هيجانه بامور العلم
الاتية : التفكر فى فضل كظم الغيظ والعفو والحلم قال تعالى ( الذين ينفقون
اموالهم فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين ) ال عمران
الحذر من عاقبة العداوة والانتقام فى قلوب من
يصيبهم غضبك ? شماتتهم فيما ينالك من مصائب وابتلاء . قال الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم (( ان امرؤ عيرك بما فيك فلا تعيره بما فيه ))
التفكر فى قبح صورة الغاضب ونفور الناس منه
تفكر فى السبب الذى دعاك للغضب تجديه من الشيطان
اعلمى
ان الامور تسير وفق ارادة الله تعالى وليس وفق ارادتك وانه تعالى يعلم ما
لا نعلم ولذلك فقد وصانا الرسول الكريم بعدة وصايا جائت فى احاديثه منها
(( لا تغضب لا تغضب لا تغضب )) واذا هاج غضبكبعد كل ما علمته فاستعذ بالله
من الشيطان الرجيم ثم غير من وضعك او مجلسك فان كنت قائما فاجلس ? لو كنت
جالسا فارقد . المهم نتوقف عن الحركة ونلجا الى السكينه ومن المفضل ان
نتوضأ
المصدر : احياء علوم الدين للامام الغزالى
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
موضوع قرأته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]